التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
قول الإمام الأدرمي في هذا الباب
ص (وقال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي اسم> لرجل تكلم ببدعة، ودعا الناس إليها: هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر اسم> وعمر اسم> وعثمان اسم> وعلي اسم> أو لم يعلموها؟ قال: لم يعلموها. قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء علمته؟. قال الرجل: فإني أقول قد علموها. قال: فوسعهم أن لا يتكلموا به، ولا يدعوا الناس إليه أم لم يسعهم؟ قال: بلى وسعهم. قال: فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك أنت، فانقطع الرجل، فقال الخليفة- وكان حاضرا: لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم. وهكذا من لم يسعه ما وسع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان، والأئمة من بعدهم، والراسخين في العلم، من تلاوة آيات الصفات، وقراءة أخبارها، وإمرارها كما جاءت فلا وسع الله عليه).
س 20 (أ) ماذا يفيده كلام الأدرمي اسم> هذا. (ب) وما تلك البدعة. (ج) ومن ذلك المبتاع. (د) وأي خليفة عنده؟
سؤال> ج 20 (أ) هذه مناظرة بليغة قاطعة من جهة النظر، وقد ذكرت في كتب التأريخ والتراجم، والعقائد وغيرها، وفى أكثر الروايات ما سمي الأدرمي اسم> وإنما ذكروه أنه جيء به موثقا لتعذيبه، وسمي في بعضها عبد الله بن محمد اسم> والصواب ما هنا .
(ب) وتلك البدعة هي القول بخلق القرآن .
(جـ) والمبتدع هو أحمد بن أبي دؤاد اسم> فهو الذي زين للخلفاء امتحان أهل السنة، وإلزامهم بهذا القول، فامتحن الإمام أحمد اسم> وغيره، وضربوا، وحبسوا، حتى نصرهم الله . وأول من هم بالمحنة الخليفة المأمون اسم> فمات قبل التمكن منها، ونفذها بعده أخوه المعتصم اسم> ثم بعده الواثق اسم>
(د) والمراد بالخليفة هنا هو الواثق اسم> ودلالة هذا الأثر واضحة هنا في وجوب السير على آثار السلف، وترك البدع التي أحدثت بعدهم، فإنهم لو جهلوها لكان الدين ناقصا في وقتهم، وذلك ينافي قول الله تعالى رسم> الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ قرآن> رسم> [المائدة]، وفي بعض ألفاظ هذه المناظرة أنه قال لابن أبي دؤاد اسم> فيا لكع بن لكع، يجهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه شيئا، وتعلمه أنت ؟ فإنه من المستقر في عقائد المسلمين تفضيل الرسول عليه الصلاة والسلام، وخلفائه الراشدين على من بعدهم، في العلم، والدين، وسائر صفات الفضل ؛ وحيث أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد بين وبلغ ما أوحي إليه، ولم يكتم منه شيئا، ولم ينزل بعده وحي، وحيث أن أصحابه قد ورثوه سنته، وقاموا بتبليغها بعده ؛ فمن المحال أن يكون من بعدهم خيرا منهم في هذه الأمور ؛ وعلى فرض أنهم علموا هذه العلوم التي يخوض فيها من بعدهم، واعتقدوها حسب اعتقاد هؤلاء المبتدعة، فإنهم لم يلزموا الناس باعتقادها، ولم يدعوهم إليها، فلا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم، وحينئذ فقد وسع الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة، والتابعين لهم بإحسان قراءة آيات الصفات، والإقرار بها، وإمرارها كما جاءت بلا كيف رأس> فمن لم يسعه ذلك فلا وسع الله عليه .
مسألة>