إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
68964 مشاهدة print word pdf
line-top
قول الإمام الأدرمي في هذا الباب

ص (وقال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي لرجل تكلم ببدعة، ودعا الناس إليها: هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي أو لم يعلموها؟ قال: لم يعلموها. قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء علمته؟. قال الرجل: فإني أقول قد علموها. قال: فوسعهم أن لا يتكلموا به، ولا يدعوا الناس إليه أم لم يسعهم؟ قال: بلى وسعهم. قال: فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك أنت، فانقطع الرجل، فقال الخليفة- وكان حاضرا: لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم. وهكذا من لم يسعه ما وسع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان، والأئمة من بعدهم، والراسخين في العلم، من تلاوة آيات الصفات، وقراءة أخبارها، وإمرارها كما جاءت فلا وسع الله عليه).


س 20 (أ) ماذا يفيده كلام الأدرمي هذا. (ب) وما تلك البدعة. (ج) ومن ذلك المبتاع. (د) وأي خليفة عنده؟
ج 20 (أ) هذه مناظرة بليغة قاطعة من جهة النظر، وقد ذكرت في كتب التأريخ والتراجم، والعقائد وغيرها، وفى أكثر الروايات ما سمي الأدرمي وإنما ذكروه أنه جيء به موثقا لتعذيبه، وسمي في بعضها عبد الله بن محمد والصواب ما هنا .
(ب) وتلك البدعة هي القول بخلق القرآن .
(جـ) والمبتدع هو أحمد بن أبي دؤاد فهو الذي زين للخلفاء امتحان أهل السنة، وإلزامهم بهذا القول، فامتحن الإمام أحمد وغيره، وضربوا، وحبسوا، حتى نصرهم الله . وأول من هم بالمحنة الخليفة المأمون فمات قبل التمكن منها، ونفذها بعده أخوه المعتصم ثم بعده الواثق
(د) والمراد بالخليفة هنا هو الواثق ودلالة هذا الأثر واضحة هنا في وجوب السير على آثار السلف، وترك البدع التي أحدثت بعدهم، فإنهم لو جهلوها لكان الدين ناقصا في وقتهم، وذلك ينافي قول الله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة]، وفي بعض ألفاظ هذه المناظرة أنه قال لابن أبي دؤاد فيا لكع بن لكع، يجهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه شيئا، وتعلمه أنت ؟ فإنه من المستقر في عقائد المسلمين تفضيل الرسول عليه الصلاة والسلام، وخلفائه الراشدين على من بعدهم، في العلم، والدين، وسائر صفات الفضل ؛ وحيث أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد بين وبلغ ما أوحي إليه، ولم يكتم منه شيئا، ولم ينزل بعده وحي، وحيث أن أصحابه قد ورثوه سنته، وقاموا بتبليغها بعده ؛ فمن المحال أن يكون من بعدهم خيرا منهم في هذه الأمور ؛ وعلى فرض أنهم علموا هذه العلوم التي يخوض فيها من بعدهم، واعتقدوها حسب اعتقاد هؤلاء المبتدعة، فإنهم لم يلزموا الناس باعتقادها، ولم يدعوهم إليها، فلا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم، وحينئذ فقد وسع الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة، والتابعين لهم بإحسان قراءة آيات الصفات، والإقرار بها، وإمرارها كما جاءت بلا كيف فمن لم يسعه ذلك فلا وسع الله عليه .

line-bottom